رسـالة الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى
الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 19:32
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله
وبعد
فقد أخبر مالك الدنيا والآخرة المتصرف في بريته في أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم انه خلقهم لحكمة عظيمة خفيت على الكثير من الناس وهي معرفتهم بربهم جل وعلا وبعظمتة وكبريائه وعظيم سلطانه وأسمائه وصفاته وأفعاله وبما فيه صلاحهم وهدايتهم في معاشهم ومعادهم بما أمر به في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ابتداء من
القاعدة والاساس الإسلام والتوحيد الذى هو افراده تعالى بالعبادة والبراءة من جميع المعبودات من دونه من لدن عرشه إلى قرار أرضه وأفراد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمتابعة ثم بقية مبانى الإسلام الخمسة وأصول الايمان الستة وواجباته وشعبه التي عن تقرب من سبعين شعبة (( أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها اماطة الأذى عن الطريق ))(1)
واجتناب المحرمات ابتداء من الشرك الأكبر والكفر والنفاق وما دون ذلك من الكبائر المتوعد عليها الغضب والعقاب إلى ترك الإنسان ما لا يعنيه لقوله { وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون } (2) وما ثبت في الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركو به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ))(3) أمر تعالى البشرية بما شرعه لهم من تعاليم الإسلام وأحكامه واقامة حدوده وسلطانه في أرضه بين عباده المشتمل على صلاح القلوب والنفوس والمجتمعات الانسانية من جميع الاجناس والألوان في تألفها وبرابطها وتماسكها يداً واحدة وتعاونها على أعدائها في الدين وتربيتها تربية إسلامية وأخلاقية وثقافية .. سالمة من جمبع المفاسد والنزعات والآراء الهدامة وبذلك يحصل لها النصر من الله والتمكين والقوة واستقامة الأحوال في الدنياً والسعادة في الآخرة ونهاهم عما ينافي ذلك ويناقضه من أسبات الفساد والشر والظلم والشحناء والفوضى واختلال الأمن وضعف العقول باتباع الشهوات وبرك الطاعات وارتكاب المحرمات وتحكيم الأنظمة الانسانية المنافية للصلاح والاخلاق والاستقرار والعذاب في الآخرة .
أخبر سبحانه أنه لا تنفعه طاعة العباد إن كثرت ولا تضره معاصيهم وإن تعاظمت لكمال غناه وسعة حلمه وكمال علوه وعدم حاجبه إليهم وشدة حاجتهم إليه في جميع الأحوال بقوله تعالى { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } (4) ولما ثبت في الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي أنه قال ((يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضروني ولن تبلغوا نفعى فتنفعوني )) إلى أن قال (( يا عبادى انما هى اعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ))(5) وقد بين جل شأنه أنه سيحاسب عباده يوم القيامة على أعمالهم وأفعالهم الصالحة والفاسدة ولذلك فقد خلق جنة عظيمة في منتهى السعة الإرتفاع والحسن والجمال والنعيم والشرف والكرامة لمن أجاب داعي الله من عباده المؤمنين الذين لا يريدون العلو والفساد في الارض وانما رغبتهم في طاعة الله وفيما يقربهم إليه ويوصلهم إلى ذكر الله وجناته مع أخذ نصيبهم من هذه الحياة القليلة الفانية ومن عليها فجمعوا بين سعادة الدنيا والآخرة وخلق نارا عظيمة في منتهى العذاب والخزى والهوان والخسران لمن ترك داعى الرحمن فلم يرفع به رأسا واتبع داعي الهوى والنفس والشيطان فلم يقم لله وزنا ولا قدرا ولا أعتبارا ولا لدينه وكتابه ورسوله ولا للجنة والنار وانما همه في حصوله على المال والتجارة بأي طريق من حلال وحرام ولو على حساب ترك الفرائض والوقوع في المحارم لقوله تعالى { ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى } (6) وقوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } (7) وسنذكر بإذن الله ، طرفاً مهماً من أعمال أهل الجنة ونعيمها وأعمال أهل النار وعذابها على وجه الاختصار .
فمن أهم أعمال أهل الجنة وآكده على الاطلاق صحة سلامة العقيدة والتوحيد والديانة الاسلامية التي هى دين الأنبياء والمرسلين وعباد الله المتقين الذى لا يقبل الله من أحد دين سواه من يهودية أو نصرانية أو صائبة أو إتحادية أو صوفية منحرفة أو غير ذلك لقوله تعالى { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( والاسلام هو البر والتقوى والايمان والهدى المذكور في قوله تعالى { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } (9) وتنزيهه عما لا يليق بجلاله وعظمته من الشرك والشركاء والأنداد والصاحبة والولد وغير ذلك من صفات النقص والعيب الخاصة بالبشر ونحوهم .
ومن أعمالهم المحافظة على الصلوات في المساجد إذا نودى إليها وترك الاشتغال بغيرها من التجارة وسائر الأعمال والأهل والأولاد لما لها من المنزلة العظيمة في نفوسهم ولما يرجون بفعلها من ثواب الله ورضوانه ويخشونه من تركها غضبه وعذابه في قوله تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله إقام الصلاة وايتاء الزكاة } (10) وهؤلاء هم عمار المساجد على الحقيقة بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن المشهود لهم بالإيمان والهداية والسلامة من النفاق لقوله تعالى { انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } (11) وإقامتهم لها على الوجه المشروع من كامل الطهارة والطمأنينة فيها والخشوع وحضور القلب والرغبة فيها وترك العبث والحركات والوساوس والخواطر المبطلة لثوابها وهي التي علق الله عليها الفلاح والفوز والقبول ، لا على مجرد الأداء بالبدن مع الكسل والسهو والغفلة في قوله تعالى { قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون } (12) وهذه هي الصلاة المثمرة التي تأمر صاحبها بالمعروف وتنهاه عن المنكر لقوله تعالى { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } (13) .
ومن أعمال أهل الجنة بذل الزكاة كاملة كل عام لأصحابها من الفقراء والمساكين ونحوهم كالمصابين بحرق أو دم لا يجدون له أداء عن رضا وطيب نفس في الأموال الزراعية من الحبوب والثمار والأوراق النقدية والأموال التجارية والصناعية والعقارية وغير ذلك ، وصيام رمضان عن رغية ومحبة واحتساب ، وحج بيت الله الحرام على المستطيع مع اجتناب المحرمات فيه وفي غيره .
ومن أعمالهم الايمان بأصول الايمان وهي الايمان بالله رباً ومعبوداً لا شريك له والايمان والاقرار بجميع الملائكة والكتب المنزلة من السماء كالتوراة والإنجيل والقرآن وصحف إبراهيم ، والايمان والتصديق بجميع الرسل والأنبياء بالبعث بعد الموت والحساب والجزاء والصراط والميزان والشفاعة والجنة والنار وبالقدر خيره وشره من الله تعالى .
ومن أعمالهم الأمر بالمعروف والعمل به والنهى عن المنكر واجتنابه ، على القريب والبعيد لقوله تعالى { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله }(14) ومن ذلك الدعوة إلى الله على بصيرة والجهاد في سبيله وبر الوالدين وصلة الأرحام والاحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام والجيران وأبناء السبيل ، والصدق والعفاف وغض البصر عن المحارم وكف الأذى والأمانة والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضاء عند القضاء والوفاء بالوعد والعقود وإعفاء اللحية وقص الشارب ورد السلام وتشميت العطس وعيادة المريض واتباع الجنائز ومحبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضى عنهم والسكوت عما جرى بينهم والمسارعة إلى فعل الخيرات والتعاون على البر والتقوى وترك الكبائر والمحرمات كالزنا والربا وشرب الخمر والغيبة والنميمة والحسد وسماع الأغاني والملاهى والتصوير والتشبه بالنساء ..إلى غير ذلك من آداب الإسلام ومحاسنه فيجب على المسلم الذى يخاف الله ويتقيه ويرجو ما عنده من الثواب والكرامة ويخشى غضبه وعقابه أن يحقق إسلامه بطاعة الله وأن يقوم على من تحت يده ومسئوليته من النساء والأولاد ومن حوله من الجيران يأمر بطاعة الله وينهى لله عن المعاصى وأن توجد فيه هذه الخصال الايمانية الطيبة التي هي سبب لمرضاة الله وصلاح لمجتمعه ونصر لدين الله ، وفق الله الجميع لما فيه خيرهم وسعادتهم والسلام عليكم ورحمة الله (15)
بقلم : الشيخ أحمد بن عبدالرحمن القاسم
--------------------------------------------------
(1) كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم .
(2) سورة الذاريات آية 56
(3) رواه البخاري ومسلم .
(4) سورة النساء 13 -14
(5) رواه مسلم .
(6) سورة النجم آية 31 .
(7) سورة النساء آية 13
( سورة آل عمران آية 85
(9) سورة الأنبياء آية 25
(10) سورة النور آية 36-37
(11) سورة المؤمنون آية 1 -2 .
(12) سورة التوبة آية 18
(13) سورة العنكبوت آية 45
(14) سورة التوبة آية 71
(15) عن مجلة الدعوة عدد 657 في 20/7/ 1398 هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله
وبعد
فقد أخبر مالك الدنيا والآخرة المتصرف في بريته في أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم انه خلقهم لحكمة عظيمة خفيت على الكثير من الناس وهي معرفتهم بربهم جل وعلا وبعظمتة وكبريائه وعظيم سلطانه وأسمائه وصفاته وأفعاله وبما فيه صلاحهم وهدايتهم في معاشهم ومعادهم بما أمر به في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ابتداء من
القاعدة والاساس الإسلام والتوحيد الذى هو افراده تعالى بالعبادة والبراءة من جميع المعبودات من دونه من لدن عرشه إلى قرار أرضه وأفراد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمتابعة ثم بقية مبانى الإسلام الخمسة وأصول الايمان الستة وواجباته وشعبه التي عن تقرب من سبعين شعبة (( أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها اماطة الأذى عن الطريق ))(1)
واجتناب المحرمات ابتداء من الشرك الأكبر والكفر والنفاق وما دون ذلك من الكبائر المتوعد عليها الغضب والعقاب إلى ترك الإنسان ما لا يعنيه لقوله { وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون } (2) وما ثبت في الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركو به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ))(3) أمر تعالى البشرية بما شرعه لهم من تعاليم الإسلام وأحكامه واقامة حدوده وسلطانه في أرضه بين عباده المشتمل على صلاح القلوب والنفوس والمجتمعات الانسانية من جميع الاجناس والألوان في تألفها وبرابطها وتماسكها يداً واحدة وتعاونها على أعدائها في الدين وتربيتها تربية إسلامية وأخلاقية وثقافية .. سالمة من جمبع المفاسد والنزعات والآراء الهدامة وبذلك يحصل لها النصر من الله والتمكين والقوة واستقامة الأحوال في الدنياً والسعادة في الآخرة ونهاهم عما ينافي ذلك ويناقضه من أسبات الفساد والشر والظلم والشحناء والفوضى واختلال الأمن وضعف العقول باتباع الشهوات وبرك الطاعات وارتكاب المحرمات وتحكيم الأنظمة الانسانية المنافية للصلاح والاخلاق والاستقرار والعذاب في الآخرة .
أخبر سبحانه أنه لا تنفعه طاعة العباد إن كثرت ولا تضره معاصيهم وإن تعاظمت لكمال غناه وسعة حلمه وكمال علوه وعدم حاجبه إليهم وشدة حاجتهم إليه في جميع الأحوال بقوله تعالى { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } (4) ولما ثبت في الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي أنه قال ((يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضروني ولن تبلغوا نفعى فتنفعوني )) إلى أن قال (( يا عبادى انما هى اعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ))(5) وقد بين جل شأنه أنه سيحاسب عباده يوم القيامة على أعمالهم وأفعالهم الصالحة والفاسدة ولذلك فقد خلق جنة عظيمة في منتهى السعة الإرتفاع والحسن والجمال والنعيم والشرف والكرامة لمن أجاب داعي الله من عباده المؤمنين الذين لا يريدون العلو والفساد في الارض وانما رغبتهم في طاعة الله وفيما يقربهم إليه ويوصلهم إلى ذكر الله وجناته مع أخذ نصيبهم من هذه الحياة القليلة الفانية ومن عليها فجمعوا بين سعادة الدنيا والآخرة وخلق نارا عظيمة في منتهى العذاب والخزى والهوان والخسران لمن ترك داعى الرحمن فلم يرفع به رأسا واتبع داعي الهوى والنفس والشيطان فلم يقم لله وزنا ولا قدرا ولا أعتبارا ولا لدينه وكتابه ورسوله ولا للجنة والنار وانما همه في حصوله على المال والتجارة بأي طريق من حلال وحرام ولو على حساب ترك الفرائض والوقوع في المحارم لقوله تعالى { ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى } (6) وقوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } (7) وسنذكر بإذن الله ، طرفاً مهماً من أعمال أهل الجنة ونعيمها وأعمال أهل النار وعذابها على وجه الاختصار .
فمن أهم أعمال أهل الجنة وآكده على الاطلاق صحة سلامة العقيدة والتوحيد والديانة الاسلامية التي هى دين الأنبياء والمرسلين وعباد الله المتقين الذى لا يقبل الله من أحد دين سواه من يهودية أو نصرانية أو صائبة أو إتحادية أو صوفية منحرفة أو غير ذلك لقوله تعالى { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( والاسلام هو البر والتقوى والايمان والهدى المذكور في قوله تعالى { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } (9) وتنزيهه عما لا يليق بجلاله وعظمته من الشرك والشركاء والأنداد والصاحبة والولد وغير ذلك من صفات النقص والعيب الخاصة بالبشر ونحوهم .
ومن أعمالهم المحافظة على الصلوات في المساجد إذا نودى إليها وترك الاشتغال بغيرها من التجارة وسائر الأعمال والأهل والأولاد لما لها من المنزلة العظيمة في نفوسهم ولما يرجون بفعلها من ثواب الله ورضوانه ويخشونه من تركها غضبه وعذابه في قوله تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله إقام الصلاة وايتاء الزكاة } (10) وهؤلاء هم عمار المساجد على الحقيقة بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن المشهود لهم بالإيمان والهداية والسلامة من النفاق لقوله تعالى { انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } (11) وإقامتهم لها على الوجه المشروع من كامل الطهارة والطمأنينة فيها والخشوع وحضور القلب والرغبة فيها وترك العبث والحركات والوساوس والخواطر المبطلة لثوابها وهي التي علق الله عليها الفلاح والفوز والقبول ، لا على مجرد الأداء بالبدن مع الكسل والسهو والغفلة في قوله تعالى { قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون } (12) وهذه هي الصلاة المثمرة التي تأمر صاحبها بالمعروف وتنهاه عن المنكر لقوله تعالى { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } (13) .
ومن أعمال أهل الجنة بذل الزكاة كاملة كل عام لأصحابها من الفقراء والمساكين ونحوهم كالمصابين بحرق أو دم لا يجدون له أداء عن رضا وطيب نفس في الأموال الزراعية من الحبوب والثمار والأوراق النقدية والأموال التجارية والصناعية والعقارية وغير ذلك ، وصيام رمضان عن رغية ومحبة واحتساب ، وحج بيت الله الحرام على المستطيع مع اجتناب المحرمات فيه وفي غيره .
ومن أعمالهم الايمان بأصول الايمان وهي الايمان بالله رباً ومعبوداً لا شريك له والايمان والاقرار بجميع الملائكة والكتب المنزلة من السماء كالتوراة والإنجيل والقرآن وصحف إبراهيم ، والايمان والتصديق بجميع الرسل والأنبياء بالبعث بعد الموت والحساب والجزاء والصراط والميزان والشفاعة والجنة والنار وبالقدر خيره وشره من الله تعالى .
ومن أعمالهم الأمر بالمعروف والعمل به والنهى عن المنكر واجتنابه ، على القريب والبعيد لقوله تعالى { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله }(14) ومن ذلك الدعوة إلى الله على بصيرة والجهاد في سبيله وبر الوالدين وصلة الأرحام والاحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام والجيران وأبناء السبيل ، والصدق والعفاف وغض البصر عن المحارم وكف الأذى والأمانة والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضاء عند القضاء والوفاء بالوعد والعقود وإعفاء اللحية وقص الشارب ورد السلام وتشميت العطس وعيادة المريض واتباع الجنائز ومحبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضى عنهم والسكوت عما جرى بينهم والمسارعة إلى فعل الخيرات والتعاون على البر والتقوى وترك الكبائر والمحرمات كالزنا والربا وشرب الخمر والغيبة والنميمة والحسد وسماع الأغاني والملاهى والتصوير والتشبه بالنساء ..إلى غير ذلك من آداب الإسلام ومحاسنه فيجب على المسلم الذى يخاف الله ويتقيه ويرجو ما عنده من الثواب والكرامة ويخشى غضبه وعقابه أن يحقق إسلامه بطاعة الله وأن يقوم على من تحت يده ومسئوليته من النساء والأولاد ومن حوله من الجيران يأمر بطاعة الله وينهى لله عن المعاصى وأن توجد فيه هذه الخصال الايمانية الطيبة التي هي سبب لمرضاة الله وصلاح لمجتمعه ونصر لدين الله ، وفق الله الجميع لما فيه خيرهم وسعادتهم والسلام عليكم ورحمة الله (15)
بقلم : الشيخ أحمد بن عبدالرحمن القاسم
--------------------------------------------------
(1) كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم .
(2) سورة الذاريات آية 56
(3) رواه البخاري ومسلم .
(4) سورة النساء 13 -14
(5) رواه مسلم .
(6) سورة النجم آية 31 .
(7) سورة النساء آية 13
( سورة آل عمران آية 85
(9) سورة الأنبياء آية 25
(10) سورة النور آية 36-37
(11) سورة المؤمنون آية 1 -2 .
(12) سورة التوبة آية 18
(13) سورة العنكبوت آية 45
(14) سورة التوبة آية 71
(15) عن مجلة الدعوة عدد 657 في 20/7/ 1398 هـ
رد: رسـالة الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى
الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 19:33
رجاء ردودكم و أرائكم مع السلامة
- زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها
- تصميم بسيط الله أكبر ولا إله إلا الله محمد رسول الله
- أهمية رجال الأعمال الرياديين فـي تنمية الاقتصاد الوطني الخليجي
- حـَـصْـري : شـَـرْحْ تـَرْكيــــبْ سـْكرِبــْتْ اللإستضــــآفـَـة YaraHost بإسم الله الرحمــآن الرحيـــــــــم السلام عليكم و رحمة الله تعــــــآلى و براكـــــــآته .. ! ||¬ حـَـصْـري : شـَـرْحْ تـَرْكيــــبْ سـْكرِبــْتْ اللإستضــــآفـَـة YaraHost ¬
- إسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى